Admin Admin
عدد المساهمات : 80 تاريخ التسجيل : 04/10/2010
| موضوع: سليمان عليه السلام الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 1:24 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [frame="6 80"][b][b]نبـــــــــــذة:[/b][/b] [b]آتاهالله العلم والحكمة وعلمه منطق الطير والحيوانات وسخر له الرياح والجن،وكان له قصة مع الهدهد حيث أخبره أن هناك مملكة باليمن يعبد أهلها الشمسمن دون الله فبعث سليمان إلى ملكة سبأ يطلب منها الإيمان ولكنها أرسلت لهالهدايا فطلب من الجن أن يأتوا بعرشها فلما جاءت ووجدت عرشها آمنت بالله.[/b] [b][b]المســــــــــــــــــــــيرة[/b][/b] [b][b]سيرتـــــــــــه:[/b][/b] [b](وَوَرِثَسُلَيْمَانُ دَاوُودَ) ورثه في النبوة والملك.. ليس المقصود وراثته فيالمال، لأن الأنبياء لا يورثون. إنما تكون أموالهم صدقة من بعدهم للفقراءوالمحتاجين، لا يخصون بها أقربائهم. قال محمد بن عبد الله صلى الله عليهوسلم: "نحن معشر الأنبياء لا نورث".[/b] [b][b]مـــــــلك سليمان:[/b][/b] [b]لقدآتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما، لم يؤته أحدا من قبله، ولنيعطه لأحد من بعده إلى يوم القيامة. فقد استجاب الله تعالى لدعوة سليمان(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْبَعْدِي). لنتحدث الآن عن بعض الأمور التي سخرها الله لنبيه سليمان عليهالسلام. لقد سخر له أمرا لم يسخره لأحد من قبله ولا بعده.. سخر الله له"الجن". فكان لديه –عليه السلام- القدرة على حبس الجن الذين لا يطيعونأمره، وتقييدهم بالسلاسل وتعذيبهم. ومن يعص سليمان يعذبه الله تعالى. لذلككانوا يستجيبون لأوامره، فيبنون له القصور، والتماثيل –التي كانت مباحة فيشرعهم- والأواني والقدور الضخمة جدا، فلا يمكن تحريكها من ضخامتها. وكانتتغوص له في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..[/b] [b]وسخرالله لسليمان –عليه السلام- الريح فكانت تجري بأمره. لذلك كان يستخدمهاسليمان في الحرب. فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا، وكان يأمر الجيش بأنيركب على هذا الخشب، ويأمر الريح بأن ترفع البساط وتنقلهم للمكان المطلوب.فكان يصل في سرعة خارقة.[/b] [b]ومننعم الله عليه، إسالة النحاس له. مثلما أنعم على والده داود بأن ألان لهالحديد وعلمه كيف يصهره.. وقد استفاد سليمان من النحاس المذاب فائدة عظيمةفي الحرب والسلم.[/b] [b]ونختم هذه النعم بجيش سليمان عليه السلام. كان جيشه مكون من: البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها.[/b] [b][b]سليمان والخـــــــــــيل:[/b][/b] [b]بعد عرض نعم الله عليه، لنبدأ بقصته عليه السلام. [b]وبعـــــــــــض أحداثها.[/b][/b] [b]كان سليمان –عليهالسلام- يحب الخيل كثيرا، خصوصا ما يسمى (بالصافنات)، وهي من أجود أنواعالخيول وأسرعها. وفي يوم من الأيام، بدأ استعراض هذه الخيول أمام سليمانعصرا، وتذكر بعد الروايات أن عددها كان أكثر من عشرين ألف جواد، فأخذ ينظرإليها ويتأمل فيها، فطال الاستعراض، فشغله عن ورده اليومي في ذكر اللهتعالى، حتى غابت الشمس، فانتبه، وأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول شغله عنذكر ربه حتى غابت الشمس، فأمر بإرجاع الخيول له (فَطَفِقَ مَسْحًابِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ). وجاءت هنا روايتان كلاهما قوي. رواية تقولأنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها، حتى لا ينشغل بها عن ذكرالله. ورواية أخرى تقول أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل، فكانيمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح لأنه كان يعدّها للجهاد في سبيل الله.[/b] [b][b]ابتـــــــلاء سليمان:[/b][/b] [b]ورغم كل هذه النعمالعظيمة والمنح الخاصة، فقد فتن الله تعالى سليمان.. اختبره وامتحنه،والفتنة امتحان دائم، وكلما كان العبد عظيما كان امتحانه عظيما.[/b] [b]اختلف المفسرون فيفتنة سليمان عليه السلام. ولعل أشهر رواية عن هذه الفتنة هي نفسها أكذبرواية.. قيل إن سليمان عزم على الطواف على نسائه السبعمائة في ليلة واحدة،وممارسة الحب معهن حتى تلد كل امرأة منهن ولدا يجاهد في سبيل الله، ولميقل سليمان إن شاء الله، فطاف على نسائه فلم تلد منهن غير امرأة واحدة..ولدت طفلا مشوها ألقوه على كرسيه.. والقصة مختلقة من بدايتها لنهايتها،وهي من الإسرائيليات الخرافية.[/b] [b]وحقيقة هذه الفتنة ماذكره الفخر الرازي. قال: إن سليمان ابتلي بمرض شديد حار فيه الطب. مرضسليمان مرضا شديدا حار فيه أطباء الإنس والجن.. وأحضرت له الطيور أعشاباطبية من أطراف الأرض فلم يشف، وكل يوم كان المرض يزيد عليه حتى أصبحسليمان إذا جلس على كرسيه كأنه جسد بلا روح.. كأنه ميت من كثرة الإعياءوالمرض.. واستمر هذا المرض فترة كان سليمان فيها لا يتوقف عن ذكر اللهوطلب الشفاء منه واستغفاره وحبه.. وانتهى امتحان الله تعالى لعبده سليمان،وشفي سليمان.. عادت إليه صحته بعد أن عرف أن كل مجده وكل ملكه وكل عظمتهلا تستطيع أن تحمل إليه الشفاء إلا إذا أراد الله سبحانه.. هذا هو الرأيالذي نرتاح إليه، ونراه لائقا بعصمة نبي حكيم وكريم كسليمان..[/b] [b]ويذكر لنا القرآنالكريم مواقف عدة، تتجلى لنا فيها حكمة سليمان –عليه السلام- ومقدرتهالفائقة على استنتاج الحكم الصحيح في القضايا المعروضه عليه. ومن هذهالقصص ما حدث في زمن داود –عليه السلام- قال تعالى:[/b] [b]وَدَاوُودَوَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُالْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَاسُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا[/b] [b]جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم.. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر..[/b] [b]وقال له صاحب الحقل:سيدي النبي.. إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيدالعنب التي كانت فيه.. وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض..[/b] [b]قال داود لصاحب الغنم: هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟[/b] [b]قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي..[/b] [b]قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته.[/b] [b]قال سليمان.. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده: عندي حكم آخر يا أبي..[/b] [b]قال داود: قله يا سليمان..[/b] [b]قال سليمان: أحكم بأنيأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم.. ويصلحه له ويزرعه حتىتنمو أشجار العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفهاولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد العنب وعاد الحقل سليما كما كان أخذصاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه..[/b] [b]قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان.. الحمد لله الذي وهبك الحكمة.[/b] [b]ومنها ما جاء فيالحديث الصحيح: حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنِى شَبَابَةُحَدَّثَنِى وَرْقَاءُ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِىهُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « بَيْنَمَاامْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِإِحْدَاهُمَا . فَقَالَتْ هَذِهِ لِصَاحِبَتِهَا إِنَّمَا ذَهَبَبِابْنِكِ أَنْتِ . وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّما ذَهَبَ بِابْنِكِ .فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَىسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَائْتُونِى بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَكُمَا . فَقَالَتِ الصُّغْرَىلاَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا . فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى ».قَالَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاللَّهِ إِنْ سَمِعْتُ بِالسِّكِّينِقَطُّ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ مَا كُنَّا نَقُولُ إِلاَّ الْمُدْيَةَ.[/b] [b][b]سليمان والنمـــــــلة:[/b][/b] [b]ويذكر لنا القرآن الكريم قصة عجيبة:[/b] [b]وَحُشِرَلِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْيُوزَعُونَ (17) حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْنَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَايَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْأَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّوَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِيعِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) (النمل)[/b] [b]يقول العلماء "ماأعقلها من نملة وما أفصحها". (يَا) نادت، (أَيُّهَا) نبّهت، (ادْخُلُوا)أمرت، (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ) نهت، (سُلَيْمَانُ) خصّت، (وَجُنُودُهُ)عمّت، (وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) اعتذرت. سمع سليمان كلام النملة فتبسمضاحكا من قولها.. ما الذي تتصوره هذه النملة! رغم كل عظمته وجيشه فإنهرحيم بالنمل.. يسمع همسه وينظر دائما أمامه ولا يمكن أبدا أن يدوسه.. وكانسليمان يشكر الله أن منحه هذه النعمة.. نعمة الرحمة ونعمة الحنو والشفقةوالرفق.[/b] [b][b]سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ:[/b][/b] [b]ولعل أشهر قصة عن سليمان –عليه السلام- هي قصته مع بلقيس ملكة سبأ.[/b] [b]جاء يوم.. وأصدرسليمان أمره لجيشه أن يستعد.. بعدها، خرج سليمان يتفقد الجيش، ويستعرضهويفتش عليه.. فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش، فغضب وقررتعذيبه أو قتله، إلا إن كان لديه عذر قوي منعه من القدوم.[/b] [b]فجاء الهدهد ووقف علىمسافة غير بعيدة عن سليمان –عليه السلام- (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍفَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍيَقِينٍ) وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض، بلا إحساسبالذل أو المهانة، ليس كما يفعل ملوك اليوم لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أنتكون علامات الذل ظاهرة عليه. فقال الهدهد أن أعلم منك بقضية معينة، فجئتبأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن. (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً) بلقيس(تَمْلِكُهُمْ) تحكمهم (وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ) أعطاها الله قوةوملكا عظيمين وسخّر لها أشياء كثيرة (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) وكرسي الحكمضخم جدا ومرصّع بالجواهر (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِمِن دُونِ اللَّهِ) وهم يعبدون الشمس (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُأَعْمَالَهُمْ) أضلهم الشيطان (فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَايَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَفِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَاتُعْلِنُونَ) يسجدون للشمس ويتركون الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لَاإِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) وذكر العرش هنا لأنه ذكرعرش بلقيس من قبل، فحتى لا يغترّ إنسان بعرشها ذكر عرش الله سبحانه وتعالى.[/b] [b]فتعجب سليمان من كلامالهدهد، فلم يكن شائعا أن تحكم المرأة البلاد، وتعجب من أن قوما لديهم كلشيء ويسجدون للشمس، وتعجب من عرشها العظيم، فلم يصدق الهدهد ولم يكذبهإنما (قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) وهذامنتهى العدل والحكمة. ثم كتب كتابا وأعطاه للهدهد وقال له: (اذْهَببِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْمَاذَا يَرْجِعُونَ) ألق الكتاب عليهم وقف في مكان بعيد يحث تستطيع سماعردهم على الكتاب.[/b] [b]يختصر السياق القرآنيفي سورة النمل ما كان من أمر ذهاب الهدهد وتسليمه الرسالة، وينتقل مباشرةإلى الملكة، وسط مجلس المستشارين، وهي تقرأ على رؤساء قومها ووزرائهارسالة سليمان..[/b] [b]قَالَتْ يَا أَيُّهَاالمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنسُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّاتَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) (النمل)[/b] [b]هذا هو نص خطاب الملك سليمان لملكة سبأ..[/b] [b]إنه يأمر في خطابه أنيأتوه مسلمين.. هكذا مباشرة.. إنه يتجاوز أمر عبادتهم للشمس.. ولا يناقشهمفي فساد عقيدتهم.. ولا يحاول إقناعهم بشيء.. إنما يأمر فحسب.. أليس مؤيدابقوة تسند الحق الذي يؤمن به..؟ لا عليه إذن أن يأمرهم بالتسليم..[/b] [b]كان هذا كله واضحا من لهجة الخطاب القصيرة المتعالية المهذبة في نفس الوقت..[/b] [b]طرحت الملكة على رؤساءقومها الرسالة.. وكانت عاقلة تشاورهم في جميع الأمور: (قَالَتْ يَاأَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًاحَتَّى تَشْهَدُونِ).[/b] [b]كان رد فعل الملأ وهمرؤساء قومها التحدي.. أثارت الرسالة بلهجتها المتعالية المهذبة غرورالقوم، وإحساسهم بالقوة. أدركوا أن هناك من يتحداهم ويلوح لهم بالحربوالهزيمة ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمة (قَالُوا نَحْنُأُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِفَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ).[/b] [b]أراد رؤساء قومها أنيقولوا: نحن على استعداد للحرب.. ويبدو أن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساءقومها.. فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرها أكثر مما استنفرتها للحرب..[/b] [b]فكرت الملكة طويلا فيرسالة سليمان.. كان اسمه مجهولا لديها، لم تسمع به من قبل، وبالتالي كانتتجهل كل شيء عن قوته، ربما يكون قويا إلى الحد الذي يستطيع فيه غزومملكتها وهزيمتها.[/b] [b]ونظرت الملكة حولهافرأت تقدم شعبها وثراءه، وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو.. ورجحتالحكمة في نفسها على التهور، وقررت أن تلجأ إلى اللين، وترسل إليه بهدية..وقدرت في نفسها أنه ربما يكون طامعا قد سمع عن ثراء المملكة، فحدثت نفسهابأن تهادنه وتشتري السلام منه بهدية.. قدرت في نفسها أيضا إن إرسالهابهدية إليه، سيمكن رسلها الذين يحملون الهدية من دخول مملكته، وإذا سيكونرسلها عيونا في مملكته.. يرجعون بأخبار قومه وجيشه، وفي ضوء هذهالمعلومات، سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكنا..[/b] [b]أخفت الملكة ما يدورفي نفسها، وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان، عنطريق إرسال هدية إليه، انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب..وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا، لأن الملوك إذا دخلوا قريةانقلبت أوضاعها وصار رؤساءها هم أكثر من فيها تعرضا للهوان والذل..[/b] [b]واقتنع رؤساء قومها حين لوحت الملكة بما يتهددهم من أخطار..[/b] [b]وصلت هدية الملكة بلقيس إلى الملك النبي سليمان..[/b] [b]جاءت الأخبار لسليمانبوصول رسل بلقيس وهم يحملون الهدية.. وأدرك سليمان على الفور أن الملكةأرسلت رجالها ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه.. ونادى سليمانفي المملكة كلها أن يحتشد الجيش.. ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججةبالسلاح.. فوجئ رسل بلقيس بأن كل غناهم وثرائهم يبدو وسط بهاء مملكةسليمان.. وصغرت هديتهم في أعينهم.[/b] [b]وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا.. وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم..[/b] [b]ثم قدموا لسليمان هديةالملكة بلقيس على استحياء شديد. وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لانريد القتال، وهذه الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها. نظر سليمانإلى هدية الملكة وأشاح ببصره (فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَأَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُمبَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ) كشف الملك سليمان بكلماتهالقصيرة عن رفضه لهديتهم، وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال. يستطيعونشراء رضاه بشيء آخر (أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) ثمهددهم (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَلَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).[/b] [b]وصل رسل بلقيس إلىسبأ.. وهناك هرعوا إلى الملكة وحدثوها أن بلادهم في خطر.. حدثوها عن قوةسليمان واستحالة صد جيشه.. أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه.. وجهزتالملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..[/b] [b]جلس سليمان في مجلسالملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه.. كان يفكر في بلقيس..يعرف أنها في الطريق إليه.. تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها الخوف لاالاقتناع.. ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته، فيدفعها ذلكللدخول في الإسلام. فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرشبلقيس قبل أن تصل الملكة لسليمان.[/b] [b]فعرش الملكة بلقيس هوأعجب ما في مملكتها.. كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة، وكانت حجرةالعرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك.. وكانت الحراسة لا تغفل عنالعرش لحظة..[/b] [b]فقال أحد الجن أناأستطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس –وكان عليه السلام يجلس من الفجرإلى الظهر- وأنا قادر على حمله وأمين على جواهره.[/b] [b]لكن شخص آخر يطلق عليهالقرآن الكريم "الذي عنده علم الكتاب" قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرشفي الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.[/b] [b]واختلف العلماء في"الذي عنده علم الكتاب" فمنهم من قال أنه وزيره أو أحد علماء بني إسرائيلوكان يعرف اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. ومنهم من قال أنه جبريلعليه السلام.[/b] [b]لكن السياق القرآنيترك الاسم وحقيقة الكتاب غارقين في غموض كثيف مقصود.. نحن أمام سر معجزةكبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس سليمان.. والأصل أن الله يظهر معجزاتهفحسب، أما سر وقوع هذه المعجزات فلا يديره إلا الله.. وهكذا يورد السياقالقرآني القصة لإيضاح قدرة سليمان الخارقة، وهي قدرة يؤكدها وجود هذاالعالم في مجلسه.[/b] [b]هذا هو العرش ماثلأمام سليمان.. تأمل تصرف سليمان بعد هذه المعجزة.. لم يستخفه الفرحبقدرته، ولم يزهه الشعور بقوته، وإنما أرجع الفضل لمالك الملك.. وشكر اللهالذي يمتحنه بهذه القدرة، ليرى أيشكر أم يكفر.[/b] [b]تأمل سليمان عرشالملكة طويلا ثم أمر بتغييره، أمر بإجراء بعض التعديلات عليه، ليمتحنبلقيس حين تأتي، ويرى هل تهتدي إلى عرشها أم تكون من الذين لا يهتدون.[/b] [b]كما أمر سليمان ببناءقصر يستقبل فيه بلقيس. واختار مكانا رائعا على البحر وأمر ببناء القصربحيث يقع معظمه على مياه البحر، وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديدالصلابة، وعظيم الشفافية في نفس الوقت، لكي يسير السائر في أرض القصرويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح، ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.[/b] [b]تم بناء القصر، ومنفرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته، لم يكن يبدو أن هناك زجاجا.تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستارا زجاجيا خفيا فوقه.[/b] [b]يتجاوز السياق القرآنياستقبال سليمان لها إلى موقفين وقعا لها بتدبيره: الأول موقفها أمام عرشهاالذي سبقها بالمجيء، وقد تركته وراءها وعليه الحراس. والثاني موقفها أمامأرضية القصر البلورية الشفافة التي تسبح تحتها الأسماك.[/b] [b]لما اصطحب سليمان عليهالسلام بلقيس إلى العرش، نظرت إليه فرأته كعرشها تماما.. وليس كعرشهاتماما.. إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟ وإذا لم يكن عرشها فكيفأمكن تقليده بهذه الدقة ..؟[/b] [b]قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟)[/b] [b]قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة: (كَأَنَّهُ هُوَ!)[/b] [b]قال سليمان: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ).[/b] [b]توحي عبارته الأخيرةإلى الملكة بلقيس أن تقارن بين عقيدتها وعلمها، وعقيدة سليمان المسلمةوحكمته. إن عبادتها للشمس، ومبلغ العلم الذي هم عليه، يصابان بالخسوفالكلي أمام علم سليمان وإسلامه.[/b] [b]لقد سبقها سليمان إلى العلم بالإسلام، بعدها سار من السهل عليه أن يسبقها في العلوم الأخرى، هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس..[/b] [b]أدركت بلقيس أن هذا هوعرشها، لقد سبقها إلى المجيء، وأنكرت فيه أجزاء وهي لم تزل تقطع الطريقلسليمان.. أي قدرة يملكها هذا النبي الملك سليمان؟![/b] [b]انبهرت بلقيس بماشاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله، مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه فيالصناعات والفنون والعلوم.. وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلامسليمان وعلمه وحكمته.[/b] [b]انتهى الأمر واهتزتداخل عقلها آلاف الأشياء.. رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان،وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى وسخرهلعباده، وانكسفت الشمس للمرة الأولى في قلبها، أضاء القلب نور جديد لايغرب مثلما تغرب الشمس.[/b] [b]ثم قيل لبلقيس ادخليالقصر.. فلما نظرت لم تر الزجاج، ورأت المياه، وحسبت أنها ستخوض البحر،(وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) حتى لا يبتل رداؤها.[/b] [b]نبهها سليمان -دون أنينظر- ألا تخاف على ثيابها من البلل. ليست هناك مياه. (إِنَّهُ صَرْحٌمُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ).. إنه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته..[/b] [b]اختارت بلقيس هذهاللحظة لإعلان إسلامها.. اعترفت بظلمها لنفسها وأسلمت (مَعَ سُلَيْمَانَلِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وتبعها قومها على الإسلام.[/b] [b]أدركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض، وأحد أنبياء الله الكرام.[/b] [b]يسكت السياق القرآنيعن قصة بلقيس بعد إسلامها.. ويقول المفسرون أنها تزوجت سليمان بعد ذلك..ويقال أنها تزوجت أحد رجاله.. أحبته وتزوجته، وثبت أن بعض ملوك الحبشة مننسل هذا الزواج.. ونحن لا ندري حقيقة هذا كله.. لقد سكت القرآن الكريم عنذكر هذه التفاصيل التي لا تخدم قصه سليمان.. ولا نرى نحن داعيا للخوض فيمالا يعرف أحد..[/b] [b][b]هيـــــــــكل سليمان:[/b][/b] [b]من الأعمال التي قامبها سليمان –عليه السلام- إعادة بناء المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب منقبل. وبنى بجانب المسجد الأقصى هيكلا عظيما كان مقدسا عند اليهود –ولازالوا يبحثون عنه إلى اليوم. وقد ورد في الهدي النبوي الكريم أن سليمانلما بنى بيت المقدس سأل ربه عز وجل ثلاثا، فأعطاه الله اثنتين ونحن نرجوأن تكون لنا الثالثة: سأله حكما يصادف حكمه –أي أحكاما عادلة كأحكام اللهتعالى- فأعطاه إياه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسألهأيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته مثليوم ولدته أمه، وأسأل الله أن تكون لنا.[/b] | |
|